بعيداَ عن اضواء العاصمة ,وعن ابنيتها ,وخضرتها ,وشوارعها بمسافه تقدر ب(75) كم ,
جسر يفصل بين الحياة والموت الذي شاع اسمه تحت شعار(مآساة التاريخ) في منطقه عامريه الفلوجه,
ف باتت النفس العراقية التي هربت من جرم داعش تسكن في مخيم بعيد عن الجسر,
في صحراء قاحلة لاترى فيها اللون الاخضر!
تحت شمس حارقه وعواصف ترابيه تضرب خيمهم وتعصف بحياتهم.
لايعرفون مصيرهم ,فهم لايستطيعون العودة الى بيوتهم ولا دخول بغداد!
انطلق اليهم فريق بناة العراق بزمن ساعتين للوصول ..ليصل الى حالهم التي يرثى لها.
وصعوبه اجراءات الدخول لهم وكأنهم يعيشون في دوله اخرى خارج العراق.
دموع المتطوعين التي بدأت تنهال كالشلال لتلك المناظر..فأمراض تلك الابرياء كثيرة والجوع والعطش يؤلمهم وملامح التعب حفرت في وجوههم.
قدم لهم الفريق مايستطيع من الفحص الطبي والادويه من خلال كادره الطبي الذي تواجد يوم امس
وقدم لهم حصص غذائيه لتسد حاجتهم في هذه الايام.
واستطاع الفريق ان يفرح تلك الاطفال التي اختفت ملامح طفولتهم بتقديم الالعاب لهم واللعب معهم.
واذكر تلك المرأه التي سقطت مغميه عليها قبل ان تفحصها احدى طبيبات بناة العراق ..بعد الاهتمام بسلامتها واسترجاعها الوعي تحدثت انها انجبت طفلا قبل 3 اشهر وهي على هذا الحال يغمى عليها بين فترة واخرى..بسبب الحر الشديد والاكل الغير مغذي.
لااعرف كيف يمكن لهم العيش في هذه الخيم لعده اشهر ولم يتحمل متطوعي الفريق لاكثر من 3 ساعات !
اذ كنا حقا نحب عراقنا ,ونحب بعضنا ,ونحب اخوتنا, علينا حقا مساعدتهم والوقوف بجانبهم.
فالبارحه كان معهم فريق بناة العراق وغدا انتم!
بناة العراق عون وسند
بناة العراق عون وسند