وانا خارجه من المنزل حملت حقيبتي سائرة بالطريق ، خرجت وإنا لا أعرف وجهتي فبعد يوم طويل وحافل بالكثير تزاحمت الإحداث داخل عقلي ودارت العديد من الأفكار ، ولم أجد وجهه اتجه إليها ، رغبه ملحه داخلية للهدوء الداخلي ، وإلحاح عقلي بأن أبحث عن مكان أفكر فيه ولو للحظه أكون بها في مرحلة تحديد المرحلة التي تلي هذا النهار الذي باتت خطواتي بالطريق مثقله ، كأني أجر قدمي وأجبرها على السير بين الطرقات ، وبينما إنا أسير ركبت احدى حافلات نقل مواطنين تدعى ب(مصلحه) ، جلست في المقعد الذي اخترته بشكل عشوائي وعيني إلى السماء من النافذه،حلق بي تفكيري إلى هناك حيث السماء الزرقاء وحيث الصفاء بين السحب، أغمضت عيني وبينما إنا في رحلة طويلة بعد إرهاق يوم كامل كاد إن يطيل علي نهاري وباتت الشمس تخفي نورها عن المارة بين تلك الأشجار ،قطع كل ذلك صوت امرأة جلست بجانبي سألتني هل أنتي هنا منذ زمن طويل ما بال ملامحك يا أبنتي شاحبة !
ملت برأسي أحاول إن أجيب عليها قلت لها لفترة وجيزة كنت هنا في هذا المكان الذي رحل بي إلى كل مكان ،بات عليها كبر الزمان وبدى ذلك في ملامحها وشعرها الأبيض الذي كل شعره منه تمثل عمرا لوحده رمزا للحكمة قبل التقدم في العمر .
همست لها الى اين انتي ذاهبه؟وهل سيأتي أحد ليقلك لوجهتك التالية ياجدتي(حجيه)، بعد عده دقائق.. ضلت صامته وثابتة في مكانها وتنظر هناك من خلال النافذه الى الماره والازقه القديمه والاسواق وكأنها تعيد الزمن إلى الوراء بلحظات ، قالت لي لا لن يأتي أحد ، وسألتها ما بالك هل هنالك شيئ استطيع المساعدة..ظلت صامته ولم تنطق بكلمه.. كانت تحاول ان ترسم ملامحها التائهة بين أوراق شجر متساقطة وبين البنايات القديمه ، قالت لي بهمسات وصوت متقطع كأنه اختفى مع ظلمات الليل كأن شيء حجبه، ذكرى قديمة باتت تسقط دمعتها على الأرض ،قالت لا أعلم ولكني لم أرى أبني منذ سنين !
حتى كدت إن آنسي ملامحه يا أبنتي بعد إن فعلت له وبعد إن قدمت له وبعد سنين وبعد إن...... !
قلت لها لا تكملي يكفي تقطع صوتك الذي بات يعيدني معه إلى كل تلك اللحظات ويكفي دموع عينك التي كانت مثل الماء يشق طريقة بين الصخور كاد الحزن يصرخ من ألمك ، ألم الشوق أم الفراق وألم الصدمة لنسيانه لك ..
مسحت دموعها وقالت لي ربما يأتي الآن أو غدا سأظل انتظره هنا لعله يعود وأراه من جديد .
اعتذرت منها وهبطت في محطتي ، كنت أفكر بيومي كيف مضى ، وعندما قابلتها مضى معها معنى الأم وحبها لابنائها وتضحيتها..
واخذت استذكر طريقي كله بتضحيات الامهات لدى عملي فيiraq builders. كيف ان بعضهن يحاولن بحهد كسب معيشه اطفالهم وبتالي يتزوج الاطفال وينسون امهم وحيده اهكذا هو الوفاء؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقا يجول في خاطرك..حتى لو انتقدتني ...دعني استفد من خبرتك