السبت، 18 يونيو 2016

سَتمرُ سنة على رحيلك ياجدتي



نعم .. إنها ذكرى .. يـأن قلبي يكتسيه الحنين اليها.. .. أزداد شوقاً .. تعلَقُ أمنيتي للقائها , وتكون في السماء طوقاً .. فأشعر أنني قد أصبتُ بالجنون في بعض حين .. ربـاهُ قل لي كيف أقتل في قلبي جسد الحنين ؟! ارى صورها في بيتها وذكرياتها  .. لأشتم عطــراً ما كان إلا لــها .. أتسائل!أتراها روحها الآن هنا؟ أم أن أحداً قد حرَك أشيائها .. فتناثر عطـرٌ عالقٌ , وهيَج الهواء الـذي كان يحوي أنفاسها .. فقدكِ يا جدتي الغالية  لا أستطيع أن أنساه .. كنتُ أقول علَها الأيام كفيلة , لكن نسيانكِ شيءٌ لا أرضاه..
تمرَ تفاصيل أيامٍ عشتها معكِ في ذاكرتي .. وما كان نسيان التفاصيل شيءٌ من عادتي .. .......... أتذكر حينما كنتُ صغيرة , ونمتُ معكِ في الدار هذا .. أتذكر الطعام الذيذ الذي كنت تحضرينه لي .. شعرت بمقدار حبكِ لي .. أتذكر قبل مرضكِ بسنة .. حينما كنا نتخابر يوميا في وقت العشاء وتسألينني ماذا اعددت للعشاء واديبك (بورك) وتضحكين علي لانني لا اجيد الطبخ مثلك .. لم اقدر ان احتضنك لبعد المسافات كم وددت ان  أحتضنكِ وأبكي , واشعر أن الدفئ الذي أحتاجهُ كلَه يكون بين يديكِ ياجدتي اشتقت ان  تربَتي على ظهري , وتمسدي لي شعري كانت كلماتكِ تخفف عليَ من حدَة ما قد يجرى لي .. " أتذكر مزاحكِ معي , حينما تقولين لي وأنتِ تضحكين سعيدة : " يا فطوم فطمطم َ " أحب هذا البيت يا جدتي .. أحبه .. وعشقٌ له في قلبي لا أدرك مقداره .. ولم أكشف بعدُ ســراً من أسراره .. أما يكفي بأنُه مكانٌ كان يحتويكِ .. ويحتوي أنفاسكِ وروحكِ الطاهرة ؟!

كانت تتمنى أن تموت قوية لا ضعيفة تلبي الأيدي احتياجاتها .. لكن يا جدتي أمر الله .. وقد رضينا بقضائه .. المرض جعل منها إنسانة أخرى , غير التي أعرف ! إنسانة تجعلني أبكي كلما نظرت إليها , بكينا وبكينا .. حتى أعتدنا ماهي عليه !! يداها .. قدماها .. عيناها .. شعرها .. أطيل النظر إلي تلك  في الصور من السكايب عبر الانترنت .. وكلما نظرت إلى يداها أشعر بوجعٍ لا أود أظهاره ..
يطول الحديث إن بقيت أتحدث عنكِ جدَة .. يزداد الألم والشوق والحنين ويعلقُ لمدَة .. .......... اليوم .. هو ذكرى وفاة جدتي .. ذكرى بكائنا .. يُتمِنا .. فقدِنا .. أصبحت بعدها .. بلا جدٍ ولا جدَة .. وما عرفت معنى أن يكون لي أجداد إلا معها .. والده أمي توفيت قبل أن أدركها فقد كنت صغيره  
. وجدتي عشت معك اجمل الايام واجمل الاحاديث والذكريات من العمر .. وهاهي سنة  يا جدتي تمرعلى فقدكِ .. وكأني بكِ بالأمس فقط قد رحلتي ! نتحدث انا وعمي عنك ونكرك بالكثير من الذكريات الجميلة معك
 ولا زلت بين حينٍ وحين .. أرددُ بصمت : بأن ورب البيت مشتاقة لهـا ! يــا لقلبي .. حينما يتعلق بالأشخاص يصعب عليَ جداً التخلص من ذلك التعلق بهم .. أتمسك بكل لحظاتي معهم .. وأرفض نسيان تفاصيل عشتها معهم .. أحياناً أكره ذلك الشيء فيني .. لأسبابٍ وأسباب .. لكن مالحيلة ؟! مالوسيلة التي بها أنتزعٌ شيئاً قد أستحكم فيني ؟! مالطريقة التي بها أنزعُ حب أشخاص تملَكوا قلبي ؟! كيف .. وأنا نفسي لا أرغب بذلك ! وأنا نفسي أحتاج أن أبقى أحبهم .. ............. رحمكِ المولى جدَتي , وأسكنكِ فسيح جنانه .. "الفاتحة لروح جدتي .. ولأرواح المؤمنين والمؤمنات أجمعين " لا أفقدكم الله جميعاً غالي
8\7\2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقا يجول في خاطرك..حتى لو انتقدتني ...دعني استفد من خبرتك