السبت، 20 أغسطس 2016

اليك اكتب ..وكتبت





اتحدث...لغة غاصت في اصابعها,,شعرها واظافرها ولم يبق منها الا مسام مفتوحة ,,مايخرج من المسام هو الرشح هو بقية الكلام المفتت ,,المجزأ..هو فرقعة تعطي بعض الصدى وتروح في تلاش واهن هو بعض الجرح ونزيفه..لأن الجرح مخبوء,الجرح هو الجوهر ,الشرخ الاول الذي مس الارض وخرق الدهر ..الذاكرة ..ولم يكف النزيف كما لن يكف الصمت ,,الصدى العميق,,كما لن يكف امتداد الجذور وعناق الجذوع ومواكب الخلق الغابوي-تلك هي اللغة لغتي لك.
علي ان اتفق مع غائر الجرح لاتفق معك,وعلي ان الوح بآجر واطباق الكلمات لاقول انني سأتخذك دربا وصورة.ماأيسر ان افعل ذالك .اذ سارصع كل الشوارع اتي تمر بها بالاغاني التي تحبها,واغدق عليك بما لذ من الطبيخ العراقي والعالمي,وبقية الكلام يتردد تلو الاخر.
لن اتحدث اليك الاربعا واحدا,من داخلي لعلي سأقول ان قلبي يتخبط هل ستفهم؟وخارج اللغة الاتفاق..هل ستقبل؟
لكن ماذا اكون قد فعلت حينئذ؟هل اكون قد نقلت اليك قلبي؟وماهو قلبي بدءا حتى انقله اليك؟وهل سينقل مافيه..وهل سيعني اليك شيئاَ؟ام انني استعير الالفاظ واضعها في خاطرتي هنا ؟
اني اتشتت ذرات في فراغ بلا قرار وتطاردني كل ذرة وتتفاني لك الذرات في اللحاق بي..بخاطرتي وصوتي..هل ابلغ صوتي؟
كلماتي تخبو ناري حين تسطع فوق جلدي؟ وتثور الكلمات.
ليس سهلا كما ترى ان نتواصل وبيننا تلك الثورات والحروب من الكلمات التي تتقاذف فوقنا كالشرر
كلمات تتحول الى كره وحقد تارة والى اشتياق ومحبة تارة اخرى
وفي هذا المساء يأتيني صوتك مشروخا محمولا بالانواء مسحورا بالشوق يتريث يترقب ثم تهجم في احشائه خطوات العابرين صوب الطرق المفتوحة توا صوت الابتداء.
متدثرا بالرغبة الاولى في ان تنشئ في ان تتحول هذه الارض الى زمن للعيش...في ان يتمدد بين النجم وبين الجذع الاخضر الجديد وبين القلب وتر الاشواق.
الشوق الاول للحزن الابدي
الشوق الثاني للجوع الابدي
الشوق الثالث والرابع لك لك وحدك .

الخميس، 4 أغسطس 2016

كره الكلب

وضعوه في غرفة مظلمة حالكة السواد عندما كان جرواً صغيراً و انهالوا عليه بالضرب بكل وحشية ...لم يستطع إن يقاوم الضربات القاسية بأسنانه الصغيرة ....لكنه كرههم ...كره كل شيء ...حتي رائحتهم مقتها ...تمني إن يمزقهم بأنيابه ...غادرت البراءة قلب الجرو إلى الأبد ....حتي حضر هو ...السيد المطاع في القصر ....ربت عليه و أطعمه من يديه ...أخيراً استجابت السماء لصوت صراخ عواؤه المؤلم .....دربه ...كان يأكل بشراهة ...بعد شهور تضخم جسده .....و برع في التدريب حتي أصبح كلب سيد القصر المفضل ...استطالت أنيابه المخيفة و تضخم جسده و أصبح يرتعد من يسمع صوت نباحه يصدح في جنبات القصر ....طوق سيده عنقه بسلسلة ذهبية ....يرقد دوما تحت قدميه ...يحضرون له أفخر أنواع اللحم في الطبق الذهبي المكتوب عليه إسمه ...الكل يهابه....عندما غضب سيده على احد الخدم في القصر أمره إن يمزقه ...هجم عليه بكل قوته و أنشب أنيابه في جسده النحيل و رجت صرخات الرجل في القصر ...لم ينسي رائحة من ضربوه صغيراً ...ارتفعت الصرخات و علت صوت ضحكات السيد القابع على مقعده الوثير متوسطاً القاعة الرخامية ....أمره بالتوقف فجأة ...توقف ...ترك الرجل النازف على الأرض و ركض ليتناول قطعة اللحم الفاخرة من يده ....ربت عليه مستحسناً ....مزق الكثيرين بعدها ....عندما كان السيد يغيب عن القصر ...كان يتركه ليحمي قاعته الرخامية أخر بهو الأعمدة ....لا يسمح لأحد بالدخول ...حتي لزوجته ...أو أولاده ....كان يكره الجميع و يكرهه الجميع .....يجيء من رحلة صيده و يقذف إليه بأكبر قطعة من الفريسة ...جلس على مقعده الوثير يعب الشراب حتي ثمل كعادته ......في الصباح تعالت أصوات الصراخ و النحيب ...لقد مات السيد و تركه وحيداً ....إنشغل عنه الجميع ....جلس حزيناً يفكر في اللحم الغائب...في صباح إليوم التالي ...تحلق حوله كل من في القصر ....جذبه احدهم من طوقه بواسطة عصا طويلة شلت حركته ....لم يتمكن من تمزيق أحداً ذلك إليوم ...عند بوابة القصر ...لا يتذكر سوى ألم الركلة التي اطاحت به إلى وسط الطريق ...إنطلق يجري مذعوراً لا يلوي على شيء ....أصبح ألم الجوع قاسياً ....عند كومة القمامة في الطرف السفلي للمدينة ...نقب عن الطعام منعته الروائح الكريهة من أكل أي شيء ....إنصرف حزيناً ،،،،قبع على الأرض الترابية في سكون ....منتظراً ...مزقت سكاكين الجوع احشاؤه ....توجه إلى كومة العفن مرة أخرى ...بدأ في تناول البقايا ....سمع صوت زمجرة خلفه ....قطيع من كلاب الشوارع خلفه ....ينظرون له شذراً ...تعالي صوت الزمجرة ...و إشتبك الجميع في صراع دموي من أجل بقايا كوم العفن ....لم يصمد طويلاً ...تكاثروا عليه ...اثخنوه جراحاً ...إنسحب ليلعق جراحه في إنكسار ....إفتقد سيده و قطعة اللحم و طبقه الذهبي .....


كره قانون الشارع ...و قسوة كلاب الشارع ....لم يكن يعلم انهم أيضاً يكرهونه ....

الى متى الصمت

عندما وصف الفلاسفة إن الإنسان حيوان ناطق كانوا يعنون إنه يتكلم و إن الكلام عنده هو الأصل و الصمت عنده هو الإستثناء ....

و إذا كانت ثقافتنا تقول إن كان الكلام من فضة فأن السكوت من ذهب لكن بتطورنا أصبح الكلام من صفيح و السكوت خطيئة .....منذ زمن بعيد و صمتنا خطيئة لا تغتفر ...
زج بالألاف في المعتقلات ...سكتنا و لزمنا الصمت ....باعوا اثارنا و غطاء الذهب ....و قتل الألاف من اهلنا و صمتنا ....
باعوا دم أبي و ابيك ...و جسد أخي و أخيك ...مقابل حفنة من المال ...و سكتنا و ابتلعنا ألسنتنا و صمتنا .....

جلدوا ظهورنا....و اغرقونا ...و جعلوا لحمنا وجبة لأسماك البحر ...ثرنا ....ثم طغي صياحنا علي كل شيء في مباراة كرة ....
أحرقونا في هادي سنتر ....و في المدينة وفي كل بغداد ...لم يحرك اللهيب عضلة لساننا المشلولة في فمنا الذي يلوك التوافه من الأمور طول إليوم ....
سرقونا و نهبونا ....و باعوا بلادنا بالمتر ....للأغراب و الأعراب ...و لكل عابر سبيل يأتي من المجهول.....
غير مسموح لك إلا إن تعبد صنم النظام و تيجان الرؤوس والخط الاحمر وتسجد للعمامات  فقط ...عليك إن تنضم للقوادين و القرادين و حملة المباخر و حارقيه....

كتائب الفاشية والاحزاب الفاسدة و الطابور الخامس والمتدينين والخطوط الحمراء و حمولة الوطن الزائد الذين يحملون راية التبرير و التخوين ....الذين يملأون الدنيا صراخاً و يسكبون الدموع إنهاراً علي الحرية ....الأن يلتزمون الصمت ....و يختبأوا في جحورهم حتي يأذن لهم أسيادهم بالنباح