الثقافه العراقيه الى اين..؟
ان الاهتمام بالتراث والثقافه والعادات سمه مميزه للنهضه الثقافيه,ويتمثل هذا الاهتمام في احياء الموروث الحضاري العراقي.فكريااوثقافيا ومعماريا والحفاظ عليه. وتمثل هذا الاهتمام باعاده ترميم المتحف العراقي.
عادت الحياة الى ممرات المتحف العراقي
المتحف العراقي في بغداد هو أكبر المتاحف في العراق وأقدمها تأسس العام 1923 ويقع في منطقة علاوي- الحلة في العاصمة العراقية بغداد. ويحتوي المتحف على مجموعات أثرية تؤرخ تاريخ بلاد ما بين النهرين ويعتبر واحداً من أبرز الرموز الوطنية العراقية، لأنه يضم خلاصة الآثار العراقية لجميع حقبه التاريخية. كان يشغل حيزا صغيرا في بناية القشلة أوالسراي القديم. وبعد مرور عدة سنوات تم جمع أعداد كبيرة من الآثار كنتيجة حتمية لعمليات التنقيب التي كانت تجري في جميع أنحاء العراق آنذاك فكان لابد من توسيع المتحف العراقي و يضم مجموعات متنوعة من حقبات عديدة مثل الحقبات السومرية والآشورية والبابلية ويضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية واغلق في حرب 2003والذي تحمل عبء التخريب، فقد دمرت بناياته من قبل جماعات تحمل أغراضاً مختلفة أثناء الانفلات الأمني الذي أعقب سقوط النظام السابق، وهم أصناف مختلفون منهم اللصوص العشوائيون ومنهم المتخصصون الذين وصلوا في ساعة الفوضى وهم يحملون مخططاتهم معهم، ويعرفون بدقة ما الذي سيأخذونه وكيف يحملونه وماذا يحطمون. أما السراق الآخرون فكانوا ينقلون مسروقاتهم بشكل عشوائي ويكسرون ما لم يستطيعوا حمله من نفائس التاريخ الإنساني فقد تمت سرقه حوالي 15 الف قطعه اثريه .
بدأت مرحلة اعمار وتأهيل المتحف العراقي في وقت مبكرلا سيما عندما اعلنت ايطاليا استعدادها لتأهيل قاعتين مهمتين من قاعات المتحف وهما القاعة الاشورية والقاعة الاسلامية عام 2007 وانهت الاعمال بهما عام 2008، وذلك بإعادة تصميم هاتين القاعتين وتزويدهما بنظام إنارة جديد وهو نظام مهم لتوزيع الحزم الضوئية على المعروضات بشكل ينسجم مع حجم اللوحات والقطع الأثرية، ورافقت الجهود هذه حملات عراقية لتأهيل قاعات اخرى.
السعي نحو اعاده القطع الاثريه المسروقه
قال احد الموظفين في المتحف انه تمت سرقه حوالي 1500 قطعه اثريه مهمه ولكن الجهود المبذوله من قبل وزاره السياحه والاثار ووزاره الثقافه استطاعت اعاده6000 قطعه اثريه منها الاناء النذري وتمثال الشابه التي كانت تعتبر موناليزا العراق فوزاره السياحه تسعى للانتهاء من الاعمار واعاده بقيه القطع المسروقه .
وفي السياق ذاته اخبرنا احد الموظفين: لقد شكل الوضع الأمني المتردي بعد دخول القوات متعددة الجنسيات إلى العراق وغياب السلطات الحكومية بيئة مناسبة لسرقة الآثار العراقية سواء من متحف بغداد أو متاحف المحافظات. وبعد انتهاء تلك الأيام العصيبة أصبح لزاما علينا وضع الأفكار الجديدة في الحفاظ على الثروات التاريخية للعراق، وقد اتخذت إجراءات مناسبة بهذا الشأن منها توفير حماية كافية للمتحف العراقي إضافة إلى تزويده بنظام مراقبة وحماية الكتروني كما جرى التعاون مع القوات الأمنية العراقية في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني لتوفير الحماية الكافية للمواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء العراق وقد نجحت هذه الجهود في الحد من السرقات والنبش العشوائي وتوجت تلك الجهود باستحداث مديرية خاصة لحماية الاثارضمن تشكيلات وزارة الداخلية .
لم تكن هناك اي جهه خارجيه ساهمت في اعمار المتحف
قالت مديره قسم الاعالم في المتحف تنهيد عيد الكاظم موضحتاا:تم التأهيل واعمار المتحف العراقي من قبل ايادي عراقية وبتخصيصات مالية عراقية. وان المتحف سيفتح في القريب العاجل
واشارت الى انه تم تخصيص قاعه للآثار التي تم استكشافها من قبل بعثات التنقيب العراقية وملاك الهيئة العامة للآثار والتراث لعام 2007 _ 2008وقاعة أخرى تم تخصيصها للآثار التي أعيدت من خارج العراق مثل الأردن وسوريا وايطاليا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية والقاعات الأخرى عرضت فيها بعض من الآثار الموجودة في المخزن الخاص بالمتحف وتمثل (11) قاعة.
وعلى ضوء ذالك اتجهنا الى الاستاذ قاسم السوداني مدير العلاقات العامه في وزاره السياحه والاثار الذي اشار في جوابه :هنالك عمليات تنقيب جاريه الى الان وهنالك الكثير من الفرق تعمل بجهد كبير في التنقيب عن الاثار.
وفي ختام مع السوداني عن رايه باهتمام الناس بالحضاره وطموحه لمستقبل حضاره العراق ؟قال لنا :المجتمع العراقي حاله اي مجتمع اخر له عمق حضاري وارث تاريخي. وان المناخ العام الذي يمر به العراق له اثر على الاهتمام بالثقافة العراقية ..اضافتا الى ان الوزارة تعمل على استراتيجية طويلة الامد بنشر الوعي الثقافي والتاريخي .وتريد ان تعيد احياء التراث من جديد لما له من اهمية كبيرة على المستوى الثقافي والاجتماعي وكذالك يعتبر موردا اقتصاديا مهما لاي بلد. والوزارة طموحها بصدد انشاء اكبر متحف في العراق وتعمل على الحصول على الموافقات في منطقة مطار المثنى في بغداد وليكون اكبر متحف في الشرق الاوسط. ونتمنى ان ينهض الواقع الثقافي العراقي. ان يخصص موازنة مالية خاصه اليها وتحفيز قطاعا اقتصاديا مهما في العراق
هبوط المستوى الثقافي
قال عبد السلام الكروي استاذ جامعي :بانه لايوجد اهتمام بالثقافه العراقيه وذالك بسبب الانفتاح المفاجئ لتقنيات الحديثه ووسائل الاتصال والانغلاق المجتمعي الذي سبق هذه المرحله بسبب الكبت والحرمان وانا اشجع على الاهتمام بالثقافه واضاف الى ان المستوى الثقافي المتدني في العراق وهذا بسبب تدهور الاوضاع الامنيه ووضح لنا ثائلاا ان عمليا الاعمار في المتحف لاترتقي الى المطلوب وان ذكرياته عن المتحف سابقاا لايمكن وصفها على الورقه لانها ذكريات حقيقيه جميله ونابعه من الواقع العراقي
وانتقاله الى مواطنه هيفاء عبد الجليل في حديثنا معها اخبرتنا ان قله الاهتمام بالثقافه العارقيه في الوقت الحاظر عكس ماكانت عليه في السابق حيث كانت بغداد عاصمه للثقافه العربيه ولاتزال لكن في تراجع.
وفي السياق نفسه قالت ان مستوى الثقافه متدني الى اقصى هذه الدرجات في الوقت الحاضر بسبب التوجه الى اعمال لاتمس الثقافه بصله
واضافت المدرسه جنان المرسومي بانه لايوجد اي اهتمام بثقافه العراق فهنالك اهمال شديد في المجالات الثقافيه وخاصتاا لدى الشباب ويجب التشجيع على الاهتمام بالثقافه بصوره امبر مما يبدو عليه الان
وفي الختمام نحمل دعوانا وامانينا للاهتمام بالثقافه والاماكن الثقافيه لما لها اثار عميقه على افراد المجتمع وماتحمله من معاني قد لايتسع لها قاموس الكلمات.وذالك لان العطاء الثقافي لايزدهر الا في مناخ اجتماعي وفكري وادبي مناسب وان هذا العطاء يحتاج الى جمهور يقرا ويثقف نفسه ويزور الاماكن الاثريه والحضاريه.لان المنتوج الثقافي سلعه ككل السلع ولاتوجد سلعه تروج دون مستهلك ولكنها سلعه راقيه لايبحث الكل عنها ولايهتم بها الا لمن عرف قيمتها .ندعو للاهتمام بحضارتنا وكل رمز ثقافي وتاريخي موجود في بلدنا والتشجيع بالاهتمام به لانها رمز وارث تاريخي تمتلكها الشعوب في الماضي والحاضر وفي المستقبل.
تحقيق مها علي \ فاطمه مصطفى
اعلام مرحله 2